السؤال:
أنا فتاه محافظة وحافظة للقرآن والحمد لله أبلغ من العمر ثمان وعشرين سنة وتقدم لي أكثر من خاطب لكنهم ليسوا على درجة الالتزام التي أريدها والآن تقدم لي شاب على علم وخلق ودين لكنه يبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة ويريد من تعينه على الطاعة ولكني مترددة جدا لفارق السن وأني أخشى أنه في بداية التزامه لا يفكر في الفارق العمري ثم بعد ذلك يندم، أو يعيرني بذلك فهل الفارق العمري في الزواج يمكن أن يكون عائقا عن إتمامه؟ أرجو مساعدتكم.
الجواب:
الزواج في الإسلام سنة متبعة يقول الله تعالى: {من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
فللزواج فوائد عديدة منها غض البصر وإعفاف الزوج والزوجة وصيانتهم وصيانة الأعراض وحفظ النسل وتكوين الأسرة الصالحة واستمرار عمارة الأرض وتنفيذ شرائع الله سبحانه وتعالى.
لكن لابد عند الإقدام على هذه الخطوة:
أولا: استخارة الله سبحانه وتعالى فمهما اكتملت كل سبل الزواج من المال والمسكن لابد من الاستخارة لفوائدها وفضلها وتسهيلها لذلك الأمر.
ثانيا: اختيار الزوج أو الزوجة على الصلاح والاستقامة
ثالثا: عندما أمرنا الإسلام بالزواج فقد نصحنا بالتكافؤ فالتكافؤ إما يكون اجتماعيا بأن نختار البيئة الصالحة كي نصطفي منها المرأة الصالحة لأنه مع مرور وقت الزواج تزداد مشاكل الحياة ومعاناتها فنجد الأخلاق الحسنة والصفات الكريمة هي الباقية..
وكذلك بالنسبة للرجل فذو البيئة الصالحة يستطيع أن يغرس في أولاده أجمل معاني التربية وتجد ذلك أيضا في تعامله مع زوجته طوال رحلة الزواج فالأصل الحسن لازم في الاختيار.
وأيضا التكافؤ والتوافق في التعليم من الأشياء التي لابد أن ننظر إليها بدقة.
أما الأمر التي عنه تسأل السائلة فهو نوع ثالث من التكافؤ وهو في السن وأحب أن أوضح شيئا ما وهو أنه عند الإقدام على أي من دراسته دراسة جيدة لنعرف السلبيات والإيجابيات، فالإقدام على الزواج للزوجة الأكبر سنا من الزوج وارد لا بأس فقد تزوج رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة وكانت اكبر سنا منه فكان صلى الله عليه وسلم يكثر لها محبته بين نسائه، ووفائه لها كان واضحا بعد مماتها فكان يذكرها بالكلمات الطيبة أمام زوجاته ويكرم أصحابها وأقاربها وغيره من الأمور، فقد يوجد بعض الفوائد للزوجة الأكبر سنا من ز وجها ومن هذه الفوائد أنها تتصف بالعقل والاتزان والحكمة في معالجة الأمور والمشاركة الجدية في تحمل المسئولية وكما فعلت السيدة خديجة في دعم وإعانة الرسول صلى الله عليه وسلم على مصاعب الحياة وعثراتها، لكن نصيحة التربويين دائما هو الزواج ممن تصغر عمرا من زوجها لكونها تستمر بصحتها وطاقتها في خدمة زوجها وبناء بيتها ولعلنا أدركنا ذلك في نظرة رسولنا الكريم للسيدة عائشة فكانت تصغره بكثير من العمر وكانت بكرا فكانت تكثر هذه المقولة في حديثها بأنها الشجرة التي لم يقطفها أحد من قبله فقد كان يميل إليها كثيرا.
فكما ذكرت لك الفوائد أذكر لك السلبيات أيضا وأروي لك أيتها الأخت قصة زوجة تكبر زوجها بقليل فبعد فترة تقرب ثمانية سنوات من الزواج وقد أنجبت منه ثلاثة من البنين فقد تزوج زوجها بأخرى تصغره بعشر سنوات تقول الزوجة أنه دائما مشدود إلى هذه الأخرى رغم أنه فات على زواجه منها ثلاث سنوات وأنجبت له طفلين فإنني أشعر أنه يعدل في متطلبات بيته كلها بيني وبينها ولكن للأسف العاطفة لا يستطيع العدل فيها لما يحوي قلبه من حبها.
وأيضا إن لم يتزوج بزوجة أخرى لبعض العوائق كعدم قدرته المادية أو غير ذلك من الأمور فقد تجدين شيئا سلبيا ملحوظا بعد الزواج كرغبته فيمن يصغرنه مما ينعكس على حياتهم الزوجية وعلى علاقاتهم فعندما يتضح للزوجة ذلك منه سوف تختفي منها ابتسامتها ويحل العبوس في كثير من وقتها أمامه.
وأيضا من هذه السلبيات أن عمل المرأة شاق طوال اليوم فقد تستنفذ قواها في ذلك العمل وأيضا من قبل أولادها فقد يظهر عليها بسرعة الكبر والهرم فتجد الزوج الأصغر منها مليئا بالجمال والحيوية والنشاط وهي تبدأ تسير يوما بعد يوم للخلف حتى ولو كانت تحاول إخفاء ذلك فقد تضعف صحتها يوما بعد يوم بسرعة والزوج من طبيعته يريد زوجة نشطة أمامه.
الأخت الفاضلة: قد عرضت لك صورة حية من تجارب أخريات فذلك القرار يدعوك إلى التروي والتفكر والدراسة لأمرك.
الكاتب: أميمة الجابر.
المصدر: موقع المسلم.